السَّمّاني كنه

عصاميون نوبيون أناروا ربوع الوطن بريادتهم نفخر بهم تاريخاً ناصعاً في خدمة البلاد، ونفتح في نوبيانا سيرتهم العاطرة، هنا نحفظ لهم الجميل، وندعو لمن رحل بالرحمن والمغفرة، وندعو لمن بقي بدوام الصحة والعمر المديد noor irnjoja

السَّمّاني محمد كُنَّه يمكن وصفه بجدارة برائد التمريض لا في المنطقة فحسب، وإنما على مستوى السودان؛ لبراعته وخبرته في إنشاء المؤسّسات الصحيّة (الشفخانات والمستشفيات)، قضى سبعين عاماً من العمل في التمريض والتدريب.

كان أول مدرس لمدرسة التمريض بمستشفى دنقلا، ورئيس نقابة المهن الصحيّة المديريّة الشّمالية، وعُيّن ملاحظا صحيَّاً مكلّفاً برئاسة المديريّة إبّان عمله بمستشفى دنقلا، وانتخب عضواً بنقابة المُمرّضين السّودانيين، وانتخب رئيساً لنقابة المُمرضين السّودانيين، وتنازل بعد عام للسّيدة حواء علي البصير.

عُيِّن رئيساً لبعثة التَّمريض والمساعدين الطبيّين للبعثة السّودانية للحج ثماني مرات، وكُرِّمَ بمستشفى دنقلا في حضور وزير الصحة في فترة تقاعده الأول 1963م، وسمح له بمواصلة العمل واُستثني من التقاعد حتى التقاعد الثاني في ديسمبر1994م.

عمل بمستشفى بدين صيدليّاً، وابتكر تركيبة علاج لالتهابات الصدر، وعمل تركيبة لعلاج مرض الكلازار.

بعيداً عن مسقط الرأس

ولكن كيف كانت رحلته في عالم التمريض الذي قدم له كثيراً من جهده وصحته؟ فقد وُلد في جزيرة بدين عام 1905م، والتحق بخلوة أبو جازة، ثمّ التحق بالأوّلية في مدرسة الملوك بأرقو 1915م، ومارس مهنة والده: التّجارة والحِياكة بكرمة النزل.

التحق بمدرسة التمريض بأمدرمان، وبعد التخرج بدأ ممرّضاً تحت التّمرين 1925م وتخرّج في مدرسة التّمريض مُمَرّضاً دارساً 1927م، ونُقل منها إلى مستشفى الخرطوم في العام نفسه.

عشر سنوات من الرحيل

نُقل إلى المديرية الشّمالية 1929م لافتتاح شفخانة جزيرة بدين، وكان أول ممرّض بها، ونقل في عام 1933م إلى أمدرمان للدّراسة مرة أخرى للتخصص في فتح الشّفخانات وتخرج فيها عام 1934م. ونُقل – بعد ذلك- إلى بحر الغزال، وافتتح عدة شفخانات حتى 1936م، ثم، نُقل إلى مديرية النيل بربر وشندي حتى 1938م، ثم إلى غرب السّودان الأُبيض والدّلنج حتى 1940م.

سيرة وإنجازات

نُقل كُنَّة إلى المديرية الشّمالية وفتح معظم الشّفخانات في : الدبّة، والقولد، وشيخ شريف، وأرقو، ومشو، والبرقيق، وكرمة، وشفخانة، وعبري، ودلقو حتى 1947م، وعمل بمستشفى دنقلا، و كان فيها من كوادر التّأسيس في عام 1951م، وعُيِّن مشرفاً علي الشّفخانات بالمنطقة الوسطى والجنوبيّة للمديرية الشّمالية حتى 1955م، وتوجَّه إلى أمدرمان لسودنة مدرسة التّمريض والمساعدين الطبيّين، ونال شهادة المدرستين في نوفمبر1956م. في 1957م، عُيّن رئيسا لبعثة التّمريض للبعثة السّودانيّة للحج حتى 1967م، وفي 1960م نقل إلى مستشفى البُرقيق في فترة التأسيس حتى 1963م.

وفي عام1964م نقل إلى وادي حلفا عضواً في البعثة الطبيّة لمرافقة المهجّرين، وعاد للعمل بشفخانة بدين من 1966م حتى 1968م، وعاد إلى مستشفى دنقلا 1968 م للمرة الثّانية حتى 1969م، وعمل في مستشفى البرقيق من 1969م حتى 1971م، وعاد للعمل في جزيرة بدين 1971م حتى 1972م، ثم عمل في مستشفى مَشّو 1972م حتى 1975م، ونُقل إلى مستشفى البرقيق 1975حتى 1977م، وعاد إلى كرمة النُزل مرة أخرى 1977 م حتى 1979م، عمل بشفخانة سلنارتي بجزيرة بدين 1979م حتى 1983م، ثم بمستشفى جزيرة بدين 1983م حتى ديسمبر 1994م، حيث تقاعد.

في يناير1995 سلّمت أسرتُه الوزارةَ عُهدة الحكومة (معدّات عمله) التي كانت تمنح للمساعد الطبيّ أو الممرض المتجول.

تقاعد أول مرة في عام 1963م، ثم تقاعد بالمعاش الثاني 1994م، وتوفي بالفتيحاب بمنزل ابنه الكبير عزالدين في 28نوفمبر 1996م.

مستشفى دنقلا

حياته الاجتماعيّة:

تزوج أربع زوجات:

سكينة شريف طه الأمين، رحمها الله، ولم ينجب منها.

المرحومة نور الهدى عبدالحليم علي قورتي، وأنجب منها ولدين، وخمساً من البنات (عز الدين، وسيف الدّين، ونفيسة، ونعيمة، وسميرة، وليلى، وأحلام).

فاطمة فقير بَحريّة حامد، ولم ينجب منها.

زكيّة عطيّة عثمان صالح، أنجب منها ولدين وبنتاً (صالح، وفؤاد، وشريفة).