اللغة النوبية لغة إفريقية المنشأ، يتحدّث بها النوبة النيليون في الإقليم النوبي الشمالي، بين الشلال الأول والشلال الرابع، على ضفاف نهر النيل، وهي تنتسب إلى فرع اللغات السودانية الشرقية، التي تتفرع منها لغة نوبة شمال وجنوب كردفان، ولغات البِرقِد والميدوب في دارفور، والنوبة النيليين، (نوبين nobeen)، وأوشكِرين oshkireen)).
اللغة في القاموس النوبي تقابلها مفردة (قِرّي girre)، لسان، كلام، بمعنى الإفصاح والإقرار بشيء، وقد ورد في التوراة اسم كوش، بوصفه أحد أبناء حام ابن نوح عليه السلام، ولكن الأصل النوبي لاسم كوش kush التاريخية، برأينا هو (إيقوش iigosh)، بمعنى سواد، ظلام. ونجد ذلك في اسم اللغة النوبية (أوشكرين oshkireen)، وهو (أوشكِر oshkir)، لغة السّود، من أصله النوبي( إيقوشين قِرّي iigoshiin-n girre)، أي لغة السّود.
جرى تقسيم إقليم النوبة النيليين بين دولتين ذاتي سيادة، هما مصر والسودان (حسن دفع الله، 1975م)، وفي الداخل السوداني: نجد نوبة «الميدوب» في شمال دارفور ( فيرنر، 1994م)، وفي وسطها نوبة « بِرْقِد»، (عشاري أحمد محمود 1974م)، ثم نوبة «الحرازة» في شمال كردفان (هيرمان بيل 1973م)، وفي جنوب كردفان نجد «نوبة الجبال»، (ستيفنسون 1984م)، وشرقاً في امتداداتهم الثقافية إلى جبال الأنقسنا في أعالي النيل الأزرق، (اسبولدينق،1972-1973م)، أمّا في شمال السودان فنجد النوبيّين النيليّين الذين بدورهم ينقسمون إلى عدة مجموعات، (أدمز، 1984م)، وشرقاً يقطن النوبيون في مهجرهم الجديد في خشم القِربة أو حلفا الجديدة، (حسن دفع الله، 1975م)، فضلاً عن المهاجرين إلى مدن وقرى الوطن وخارجه.
بنهاية فترة الممالك النوبيّة المسيحيّة (500م-1500م). نحو القرن السادس عشر الميلادي، أُبطلت الكتابة بأبجدية اللغة النوبية، وحلَّت محلها اللغة العربية لغةً رسمية للبلاد، وفقد النوبيون فرص التعامل مع تفاصيل قواعد لغتهم، منذ ما يربو على السبعة قرون، وأحدث ذلك غموضاً وقطيعة لغويّة، باعدت بين القطاع الأكبر من النّوبيّين المعاصرين، وتفاصيل قواعد اللغة النوبية بلهجتيها، واكتنف الغموض أيضاً الأسس والضوابط والآليات التي تحكمها، وخصوصية قواعدها، بينما ظَّلَّت اللغة النوبية الشفاهية رائجة في الشؤون الخاصة، معبّرة عن ثقافة أهلها وتراثهم وتاريخهم الحضاري.
من العوامل التي ساعدت اللغة النوبية على الصمود، في وجه رياح الثقافات الوافدة واللغات المجاورة، احتفاظها بموقعها الجغرافي القديم، بين الشلال الأول والشلال الرابع، وهي البيئة التي عبّرت فيها اللغة النوبية عن ثقافاتها المادية والمعنوية، وتاريخها وتراثها الحضاري، وحقق لها الموقع الجغرافي لاحقاً، عُزلة عن مواقع القرار في الشمال المصري، ومراكز السلطة في أواسط السودان، بعد سقوط الممالك المسيحية، ولكن خلوّ ضفاف النيل الشمالي من الموانع الطبيعية، باستثناء بعض الشلالات، ساعدت على ثبات وسائل صنع الحياة لسكان البيئة الفيضية، مع وحدة اللغة والثقافة والمعتقدات عبر تأريخهم.
لم يرث النوبيون مؤلفات قديمة، تتناول تفاصيل قواعد لغتهم، في المرحلة الكوشية والمروية، وتُعدّ لغة نوبين nobeen، آخر اللغات المكتوبة، والمعاصرة للحضارة النوبية القديمة في شمال السودان، عبر ممالك (قُسطُل3500ق.م) و(كرمة 2500 ق.م)، ونباتا، ومروي، (700ق.م-350م)، وعبر الممالك المسيحية(500م-1500م): (نوباتيا Nubatia، مكوريا “المقرة أو المكرَّة» Makuria، وألوديا «علوة» Alodia) على الرقعة الجغرافية ذاتها.
أسئلة بلا أجوبة
قدم معظمُ الدارسين في مجال تقعيد اللغة النوبية بلهجاتها، أسئلة واستفسارات حول خصوصية كلّ لهجة، وغموض بعض التعبيرات والمفردات داخلها، مع غياب الضوابط التي تحكمها، فلجؤوا إلى مقاربات ومقارنات، بينها وبين ما يقابلها من تفاصيل قواعد اللغات المجاورة، وفي ظلّ هذا الغموض المتفشّي، اعتمد الباحثون الأجانب، من غير الناطقين باللغة النوبية، على رواة نوبيين من المتحدثين بلهجتيها، (نوبين، اوشكرين)، والشاهد أنَّهم، لم يرثوا التفاصيل القاعدية في اللهجتين، كما أنَّ الباحث الأجنبي الذي يبحث عن تفاصيل لغةٍ لا يجيدها، يقع بكل تأكيد، في الفخّ نفسه الذي وقع فيه الدكتور عبد القادر محمود عبد الله، كتاب (اللغة المروية 1997م)، أمّا الكتابات والنقوش المعثورة في (قصر إبريم)، فهي وإن أفصحت عن شيء، حول المستوى الظاهري للغة النوبية القديمة، فإنَّها لا ترقى لكشف المستوى العميق للغة، كونها لا تقدم تفاصيل مفيدة، تساعد الباحث على استكشاف غوامض اللغة النوبية الماثلة.
الاقتراض: إثراء وعصرنة
ومن مظاهر الغموض الذي واجهت الباحثين، في مجال تقعيد اللغة النوبية الآن، تلك المفاهيم السالبة التي ظلَّت تُروّج حول اقتراض المفردات، والتعابير العصرية الوافدة من اللغات الأخرى، التي أصبحت جزءاً أصيلاً من قاموسهم المعاصر، يتداولونها داخل لغتهم، ولكنهم في الواقع، يجتهدون كثيراً في البحث عن مفردات نوبية شاردة، عفا عليها الزمن، لتكتمل عندهم صورة القاموس النوبي القديم، The Old Nubian Language، في بحثهم الدؤوب عن تفاصيل غائبة من قواعد لغتهم، وربّما لإضفاء العراقة والأصالة على اللغة النوبية المعاصرة، وتلك محمدة، ولكن المغالاة في نبذ المفردات والتعابير المقترضة من لغات عصرية، تمهّد تلقائيَّاً لتقوقع اللغة النوبية في محيطها المحدود جغرافيَّاً، ويقعد بها عن مجاراة العصر؛ لفقدانها القدرة على مواكبة مصطلحات الحداثة، فالمفردات والتعابير الوافدة، أيّاً كانت، لا تؤثر من قريب أو بعيد، في سلامة البنية القاعدية للغة، وهي بالمقابل ترفد القاموس النوبي بحصيلة وافرة من المصطلحات المعاصرة.
لم تفلح الجهود السابقة، في استكشاف قواعد اللغة النوبية بتفاصيلها وخفاياها، وفي تقديم أجوبة منطقية عن الأسئلة والاستفسارات، التي طرحها الباحثون اللغويُّون من النوبيين والأجانب، وأدَّى ذلك إلى رواج كثير من التخريجات السالبة حولها، كاعتقاد بعض ثقاة الباحثين أنَّ (المُثنّى) لا وجود له في اللغة النوبية، وما زال بعضهم يشكّك في شكيمة اللغة النوبية، وقدرتها على النّمو والانتشار، ويعتقد أنَّها لن تكتمل إلاّ ببعث قاموسها القديم، وهي مفاهيم تفتقد إلى الدّقة بكل المقاييس، لأنَّ سلامة اللغة ومرونة قواعدها واستكشاف خصوصياتها، وقدرتها على التعبير عن أفكار وثقافة المتحدثين بها، أهمّ بكثير من أعداد المتحدثين بها وحجم متداوليها، وقدرتهم على نشرها وتطويرها.
تمثّل قواعد اللغة النوبية الدعامة الأساسية لفهم خصائصها واستيعاب مقاصدها، وبدونها يستحيل معرفة أساليبها، في بناء الأفعال وصياغة الأسماء، والتعرف إلى وظائف الروابط والأدوات الخاصة بها، ومن ثمّ تأهيلها أكاديميَّاً؛ لكي تُدرَّس على أسس واضحة.
شروط العراقة مستوفاة
إنّ من شروط عراقة لغة ما، قِدَمها، ودرجة تأصيلها مكانيَّاً، وتأريخيتها، واحتكامها إلى:
- أن تكون اللغة قديمة قدَم الإنسان ف،ي الأرض.
- أن تكون اللغات التصويرية الأولى محتوية على معاني هذه اللغة.
- أن يكون للناس الأوائل، الذين عاشوا في الأرض، صفات مشتقة اشتقاقاً أصليَّاً منها.
- أن تكون مفردات اللغة منتشرة في لغات أخرى.
هذه الشروط نجدها مستوفاة بجدارة، في اللغة النوبية نوبين nobeen، كما أوردناها في بحثنا اللغوي المعنون «دراسة منهجيّة لأُسس قواعد اللّغة النوبيّة نوبين nobeen»، والشاهد أنَّ القاموس النوبي المعاصر، أكثر ثراءً وترابطاً من القاموس النوبي القديم، كما أنَّ اللغة النوبية المعاصرة، أكثر انضباطاً وقوة في التعبير عن افكار الناطقين بها، كونُها تتميَّز بضوابط وآليات بناء وصياغة مكونات قواعدها، ومرونتها في استيعاب مطالب العصر، وهي تمتلك مكتبة ضخمة من المسموع والمرئي والمكتوب، وكل مقوِّمات التأقلم مع الآخر.
من الملاحظ أنّ المفردة في اللغة النوبية المعاصرة، لا تُنطق عادة، كما هي في بنائها الأصلي، وهذه السمة نجدها في كثير من اللغات الأخرى، إذ تتحوَّر أحرف بعض الأسماء، والأفعال والأدوات، بالإبدال، أو الدمج، أو التجاوز أحياناً عند النُطق، وذلك لتحقيق أكبر قدر من الانسيابية في نطق الأحرف والمقاطع الصوتية، وهي بالضرورة آلية حتمية للنّموّ اللغوي، عن طريق تأسيس أفعال وأسماء جديدة، وعبر التلاقح الثقافي مع اللغات المجاورة، ومن جانب آخر تساعدنا على تقصّي تأريخ اللغة ومدى تأثرها بثقافات أو لغات قديمة، أو أصول موروثة.
تقوم اللغة النوبية على أساس مقاطع صوتية، بعضها يؤسس جذوراً للأفعال، وبعضها الآخر يؤسس مصادر للأسماء والأدوات والروابط، وذلك وفق ضوابط وآليات بناء خاصة بها، تجعل من المقطع الصوتي جزءاً من الفعل أو الاسم، أو الأداة، (انظر جداول القوائم للمقاطع الصوتية الافتراضية في أبجدية اللغة النوبية نوبين).
تتناول دراستنا عرضاً تفصيلياً لقواعد اللّغة النوبيّة نوبين nobeen، يمثّل خلاصة البحث اللغوي الذي أعددته، وانتهجت فيه أسلوب التّحليل الجذريّ والتّركيب اللّغويّ، المحكومَين بضوابط اللّغة النوبيّة الشّفهيّة المعاصرة، وذلك للتعرف إلى جذور الأفعال ومصادر الأسماء، ويتناول البحث شرحاً موجزاً، لاستكشاف آليّات بناء الأفعال، وصياغة الأسماء، وتفحّص أساليب مكوّناتها الأساسيّة.
يهدف هذا العرض الموجز للخطوط العريضة لقواعد اللّغة النوبيّة نوبين nobeen، إلى:
1- تصوير الوحدات المختلفة المستعملة في بناء اللّغة النوبيّة nobeen.
2- شرح خصائص كلّ وحدة، والدّور الذي تؤدِّيه في بناء الجُملة.
3- رسم الخطوط العريضة للتّحليل والتّركيب في اللّغة.
4- الاستفادة من التّحليل في فهم ما نقرأ أو نسمع.
5- توظيف التّركيب في التّعبير عن الأفكار.
6- إحياء الشّارد من مفرداتها الأصلية، وإعادتها إلى واجهة التداول اليومي.
7- إتاحة فرص المقارنة بين سماتها وسمات اللّغات المجاورة، وبخاصة اللغة المرويّة.
8- تيسير تعليم اللّغة النوبيّة وتدريسها بأسس علمية.
تأهيل اللّغة النّوبيّة أكاديميّاً
أول المقومات الضروريّة، وأكثرها أهمية، في مشروع تأهيل اللّغة النّوبيّة أكاديميّاً، تعريف الدّارس بأسس اللّغة النّوبيّة وثوابتها، وخصوصيّتها القاعديّة، وآليات البناء والصّياغة فيها، وتطبيق ضوابطها الإملائيّة، واعتماد مرجع يحتكم إليه القاموس النّوبيّ المعاصر، وتتبنّاه أنشطة التداول الكتابيّ بالأبجديّة النّوبيّة، وفي هذا المنحى، طرحت (دراسة منهجيّة لأسس قواعد لغة نوبين)، لفائدة الباحثين والدّارسين في مجال الدّراسات اللّغويّة السّودانية، كالدّراسة التي قدّمها الدكتور عبد القادر محمود، في كتاب « اللّغة المرويّة»1997م، الذي لم يحالفه التّوفيق، في استكشاف خفاياها، أو التعرّف على قواعدها. وقد أجريتُ مقارنة، بين سمات اللّغة المرويّة، (التي أوردها د. عبد القادر محمود)، وسمات اللّغة النّوبيّة نوبين، وكانت السّمات متطابقة بين اللّغتين النّوبيّة والمرويّة، مع بعض الاختلافات بينهما وبين اللّغة المصريّة القديمة، كما أوردها د. عبد القادر، عندما قارن سماتها بسمات اللّغة المرويّة.
أفرزت الدّراسات والبحوث اللّغويّة السّابقة، في مجال تقعيد لغة نوبين، عدداً من التساؤلات والاستفسارات طرحها الباحثون، من الوطنيين والأجانب، حول الضوابط القاعديّة للّغة النّوبيّة، نوبين nobiin. على أمل الوصول إلى إجابات منطقيَّة وموضوعيّة لها، ومنها:
أين نشأت اللّغة النّوبيّة، وما هي لهجاتها، وامتداداتها في السودان؟
- ما هي آليات البناء والصياغة والاشتقاق في اللّغة النّوبيّة؟
- ما هي صيغة التفعيلة، وكيف تُبنى الأفعال ومشتقاتها؟
- كيف يُبنى الاسم في اللّغة النّوبيّة؟
- ما الروابط والأدوات في اللّغة؟
- كيف يتم جمع الأسماء؟
- هل يوجد المثنّى في اللّغة النّوبيّة؟
- ما الأسماء الموصولة؟
- ما أسماء الإشارة؟
- ما الضمائر وأنواعها؟
- ما صيغ المفرد والجمع والتثنية؟
- ما أصول الانتماء؟
- ما المواقيت في اللّغة؟
- رؤى للتفكير الجاد
أمامنا الآن فرص التفكير الجادّ، في كيفيّة تدريس اللّغة النّوبيّة للنّاطقين وغير النّاطقين بها، على أساس منهجيّ محكوم بأسس قواعد اللّغة النّوبيّة، والعمل على وضع قاموس يمثل المرجعيّة الثقافيّة للمجتمعات النّوبيّة، وإعداد طاقات مؤهلة للقيام بعمليّة التّدريس، والتوافق على وضع المناهج المناسبة للفئات العمريّة المختلفة، وتوفير المعينات والوسائل التعليميّة، والمناخ الصحيّ لتنفيذ المشروع.
إنّ مشوار تأهيل لغتنا النّوبيّة، ليس بذلك البُعد الذي يتصوّره بعضنا، فالمقومات الضروريّة لتحقيقه متوافرة، ونحتاج إلى نشاط مثابر لإدارة عجلته، نحو بعث حياة جديدة للغتنا الحضاريّة. وفي هذه العجالة، أدعو كل المثابرين من الباحثين والباحثات النّوبيّين في مصر والسّودان، التواضع على إنشاء خليّة لغويّة، كنواة لمجمع لغويّ نوبيّ، من أهل الاختصاص والدراية بخوافي لغتنا، لتقوم بتقييم وتقويم هذه التجارب.
هناك بعض الآراء التي تنادي بالأبجدية النّوبيّة في التداول الكتابيّ، لأسباب وجيهة، تصبُّ في خانة التمسّح بالفوح التاريخيّ للحضارة النّوبيّة، والمطلوب الآن هو السعي الحثيث إلى بلوغ تلك الغاية، عمليّاً وليس نظريّاً، ففي فصول الدّراسة يجب تعليم القراءة والكتابة بالأبجديّة النّوبيّة (الموحّدة)، وفي المؤلّفات ذات الصلة بالمخزون الثقافيّ النّوبيّ، لكن ولأسباب كثيرة منها، حداثة تداول الأبجدية النّوبيّة كتابة وقراءة، بين العامّة من النّوبيّين، وإلى حاجتنا الماسة للتعرف والاستفادة من خبرات الباحثين والدارسين الأجانب، في مجالات اللّغة والثقافة النّوبيّة، فقد اتخذتُ الحرف الإنجليزيّ لكتابة المفردة النّوبيّة، وإلى جانبها الحرف العربيّ، واتخذتُ العربية لغةً للشرح، في كتاب قواعد لغة نوبين.
والشّاهد أنّ التجارب لم تهتمّ كثيراً بصياغة قواعد اللّغة النّوبيّة بأيّ من لهجاتها، ويبدو لي أنّها اعتمدت على الإشارة إليها، عن طريق الوصف والمطابقة، مع قواعد اللّغة العربيّة أو الإنجليزيّة ومصطلحاتها. والثابت أيضاً، أنه يستحيل تدريس اللّغة النّوبيّة ولهجاتها للمتحدثين بها، ناهيك عن غير الناطقين بها. قبل صياغة ضوابطها القاعديّة، واستكشاف آليّات التفعيلة والاشتقاق فيها، وإبراز الفوارق البنائيّة التي تميّزها عن اللّغات الأخرى.