وادي النيل في النوبة المصرية جنوب مدينة أسوان، يتَّسم بأنَّه ضيق جدَّاً؛ فلا يزيد اتساعه في بعض الجهات على عرض النهر نفسه، كما أنَّ مجرى نهر النيل الذى يسير في شكل منحنيات وثنيات صغيرة متعدِّدة أكبرها ثنية النيل في منطقة (كروسكو) يضيق عرضه بمناطق، ويتّسع في أخرى.
وبعد بناء خزان أسوان والتعليتين الأولى والثانية، أصبح الوادي أكثر ضيقاً؛ بخاصة في منطقة الكنوز؛ التي كثرت بها الأخوار الصغيرة والكبيرة، وتكوّنت أيضاً بعد بناء خزان أسوان وتعلياته، ويتسع الوادي ويضيق نتيجة اقتراب الحافات الهضبية من ضفتي النيل أو تباعده، وترتفع الحافات الشرقية في صورة حوائط عالية، أما الحافة الغربية فمعظمها سهلي لمسافات طويلة تتخللها تكوينات رملية بأكثر جهاتها.
الوادي ضيق شمالاً في (دابود ودهميت) لمسافة نحو 25 كلم، كثير الأخوار الصغيرة التي تقطع الحافتين، ثم يتّسع نسبيَّاً في المسافة بين (دهميت والأمبركاب)، ويضيق بدءاً من (باب كلابشة) حتى قرية (ماريا)، ويوجد بعض الجيوب السهلية الصغيرة في أماكن محدودة، وفى الغرب يوجد سهل عريضً يمتدُّ من (كشتمنة) غرب إلى الدكة، وينتهي عند نهاية قرية (قورتة)، ويبلغ أقصى اتساع لهذا السهل نحو 1,5 كلم عند الدكة، ويضيق كثيراً في اتجاه الشمال والجنوب.
وفى شرق النيل عند (قرشة)، يوجد سهل صغير، ويزيد اتساع السهل حول خور العلاقي، ويأخذ الوادي في الضيق تدريجيَّاً حتى نجوع المضيق آخر قرى الكنوز، أما الحافة الشرقية فتستمر في محاذاة النهر، وتزداد ارتفاعاً أمام وادي (السبوع) ووادي (العرب)، وأقصاها في صورة حوائط عالية عند (شاترمة)، ثم تلتحم بمنطقة جبل (كورسكو).
وفى غرب النيل عند (المالكى) سهل فيضي متوسط الاتساع، ثم ضفاف رملية قليلة العمران فى (كروسكو) غرب و(الريقة)، وفى الضفة الشرقية عند (أبو حنضل) و(الديوان) يمتدُّ سهل فيضي متوسط الاتساع، ويزيد اتساعه عند الدر، وفى هذا السهل أشجار النخيل تمتدُّ بلا انقطاع، وكان هذا مؤشراً يؤذن ببداية الدخول إلى منطقة النوبة الغنية، أما الوادي بين (الدر) و(حلفا) فهو في معظمه عريض باستثناء منطقة حافة (إبريم) وشمال (أبو سمبل).
وفى المنطقة الغربية أمام (الدر)، مناطق سهلية مستمرَّة من التكوينات الفيضية تبدأ من عند (توماس) (وعافية) في الشمال، بعرض نحو 500 متر، و(إبريم) نحو 800 متر، وسهل عنيبة الذي يمتدُّ حتى توشكى غرب في الوسط؛ (عرض يراوح بين كيلومتر في عنيبة إلى كيلومتر ونصف الكيلو في توشكى غرب).
والمنطقة السهلية جنوب (توشكى غرب) وأرمنا حتى أبو سمبل تغطيها تكوينات رملية كثيفة وبلا انقطاع، مما أدَّى إلى تكوين منطقة عازلة حتى سهل (بلانة) في الجنوب، الذي تتسع فيه الأراضي الزراعية فهي تمتاز بخصوبة أراضيها لوجودها على أرض منبسطة صالحة للزراعة، ويتميز النهر في هذا القطاع بكثرة الجزر الكبيرة العامرة ذات التربات الجيدة مثل جزر (إبريم وبلانة وأدندان).
هذا التنوّع في الطبيعة والتضاريس مع جمال البيوت النوبية وآثارها؛ أثرى بلاد النوبة وزادها سحراً وجمالاً، كما وصفت لوحة جميلة متباينة الألوان – النيل والصخور الجرانيتية الآثار وبيوت النوبة بألوانها البيضاء أو البنية تحتضنها الخضرة والأشجار والنخيل والجبال الأرجوانية والرمال الصفراء وحمرة التلال والحافات الصخرية التي تحف بالماء باستمرار.
في الصيف مع انخفاض منسوب مياه النيل، في أثناء فتح بوابات خزان أسوان، تظهر بعض الأراضي الفيضية التي تُزرع، فتكثر الخضرة في بلاد النوبة، ويُرى كثير من الحركة حيث يتحرك الناس بين مساكنهم والحقول التي يزرعونها، وبخاصة النساء يتحركن بين الحقول والبيوت مع قطعان الماعز والغنم التي ترعى في العشب، وتضيف مجموعات الطيور الكثيرة من آكلات الأسماك وآكلات الحب والبذور وديدان الأرض جمالاً فائقاً للنوبة خلال فصل الصيف.
القرى النوبية قبل التهجير
كانت قرى النوبة التي هُجرت تقع جنوب الشلال تمتدُّ من قرية دابود حتى قرية أدندان على الحدود مع السودان، نحو 320 كيلو متر على ضفتي النيل شرقاً وغرباً، وتتكوّن القرى من عدة نجوع تزيد عددها في قرى، وتقلُّ في قرى أخرى.
وأحيانا تتباعد مساكن النجوع عن بعضها، كما توجد مسافات كبيرة بين النجع والآخر قد تصل إلى مئات الأمتار، وأحياناً إلى أكثر من كيلو متر، بخاصة في قرى (الكنوز؛ بسبب وجود فواصل من المرتفعات، إضافة إلى الأخوار التي كثرت بعد بناء خزان أسوان وتعليته الأولى والثانية، أما في قرى (الفاديجا) فإن معظم البيوت متلاصقة والفواصل بين النجوع صغيرة لأن معظم الأراضي سهلية وتتلاصق أحياناً النجوع، بل تتلاصق بعض القرى وبعضها كما تتداخل بعض نجوع قرية قسطل مع بعض نجوع قرية أدندان.
40 قرية موزعة على ثلاث مناطق
(الكنوز): وتضم (17) قرية، وهي: دابود – دهميت – الأمبركاب – كلابشة- أبو هور – مرواو – ماريا – جرف حسين – قرشة – كشتمنة شرق – كشتمنة غرب – العلاقى – الدكة – قورتة – المحرقة – السيالة – المضيق (فى جنوبها نجوع لعرب العليقات).
(عرب العليقات): وتضمُّ (5) قرى، وهي: السبوع – وادي العرب – المالكى – شاترمة – السنقارى.
(الفاديجا): وتضمّ (18) قرية كروسكو (فى الشرق يسكنها عرب العليقات وفى الغرب يسكنها الفاديجا) – الريقة (سكانها من عرب العليقات) – أبو حنضل – الديوان – الدر وتنقالة – توماس وعافية – قتة – إبريم – عنيبة (شمال القرية نجع الكنوز) – الجنينة والشباك – مصمص – توشكى شرق – توشكى غرب (شمال القرية نجوع للكنوز) – أرمنا – أبو سمبل – بلانة – قسطل – ادندان.
قرى الكنوز
قرية (دهميت): تبعد نحو 30 كم عن الشلال، وتقع نجوعها شرق النيل وغربه، وتظهر البيوت المطلية بالجير الأبيض مرصعة بالحواف الصخرية الداكنة، وتوجد بالقرية مجموعة نادرة من المنحوتات والنقوش الصخرية ترجع إلى العصور الفرعونية.
قرية (الأمبركاب): أطول قرى الكنوز؛ إذ تمتدُّ نحو 18 كم شرق النيل وغربه، وفى جنوب القرية أجمل منظر في مصر، حيث تجد النهر وهو يتلَّوى بين الصخور، وترى كتل الجرانيت المتداعية، والتلال، ويظهر خليج صغير ينمو فيه بعض النخيل، وأشجار ذات خضرة جميلة، وترى المنازل الجميلة، وعند باب كلابشة أقصى جنوب القرية يضيق النيل، ويوجد بالقرية مقصورة قرطاس، ومعبد طافا بُنى في العصر الروماني.
قرية (كلابشة): تمتدُّ شرق النيل وغربه، نحو 8 كم، تبدو متعة للناظرين بمنازلها البيضاء والقرنفلية والسمراء، وتُعدُّ مركزاً تجارياً متميِّزاً في النوبة؛ لكثرة مراكبها الشراعية الراسية فيها والمارة، يوجد بها معبدا بيت الوالي وكلابشة.
قرية (أبو هور): تمتدُّ شرق النيل وغربه بنحو 10 كم، وفي أحد النجوع حائط صخري مرتفع، وعند أقدام الحائط شريط أخضر، وتتناثر أعلى الصخور بيوت عالية، وتبدو أسوارها المزركشة لمسافة طويلة، بها نقطة شرطة، ومكتب تلغراف، ومكتب صحة تخدم القرية والقرى المجاورة.
قرية (مرواو): تمتدُّ نجوعها شرق النيل نحو 8 كم، وغرب النيل نحو 10 كم، وبها حوض زراعي يتّسع قليلاً، ولكن الصخور تحف بالوادي الضيق من الناحيتين، ويضيق النيل لمسافة، ويوجد بها معبد دندور، الذي بُنى في العصر الروماني.
قرية (ماريا): تمتاز منازلها بالزخرف المعماري، والأسقف القبابية، وتمتدُّ نجوعها شرق وغرب النيل بحوال 8 كم.
قرية (قرشة): تمتدُّ نجوعها شرق النيل، وبها سهل يزداد اتساعاً كلما اتجهنا جنوباً تنبت فيه الأعشاب، فأكسبته خضرة يانعة ترعى فيه قطعان من الإبل والأغنام، وفي شمال القرية أطلال معبد.
قرية (جرف حسين): تقع غرب النيل أمام قرية قرشة بها سهل فيضي خصب يتّسع جنوباً، ويوجد بها مستوصف السبع راهبات، إذ كانوا يقومون بعلاج أهل القرية وأهالي القرى المجاورة، وبها معبد بناه رمسيس الثاني والخمس قبب.
قريتا (كشتمنة): شرق وغرب تتميزان باتساع الأراضي الزراعية، بخاصة في الغرب، وشقت قنوات تحمل المياه إلى الحقول المجاورة للجبل، وعندما يهبط منسوب المياه تُروى الحقول بالسواقي، وتوجد بقايا قلعة في الشاطئ الغربي.
قرية (الدكة): أكثر قرى الكنوز سكاناً، وتقع غرب النيل، وتبدأ القرية بمجموعة من التلال الرمادية، ثم مجموعات من البيوت والأشجار ذات الخضرة الداكنة، ونجوعها تمتدُّ مسافة طويلة حتى جنوب المشروع الزراعي الذي أقامته الدولة، وجذب سكاناً من بعض قرى الكنوز وأهل الصعيد.
بها فرع من مستشفى الجرمانية الذي قام بتشييده أحد أبنائها، وهو مجهز، وبه محطة كهرباء خاصة، فكان يعالج به أهالي الكنوز والعرب، ويوجد بالقرية معبد بناه الملك النوبي أرقماني.
قرية (قورتة): تمتدُّ نجوعها غرب النيل لمسافة طويلة، ويوجد بها – إضافة إلى المدرسة الابتدائية – مدرسة إعدادية تخدم القرى المحيطة، ومعهد للمعلمين تخرج فيه الجيل الأول من المدرسين من القرى النوبية كافة، وهي من القرى الفريدة في النوبة التي بها كهرباء لتغذية القرية والمدارس؛ ولذلك سميت ببلد العلم والنور، يوجد بالقرية طاحونة لطحن الحبوب والغلال، وفى جنوبها أطلال معبد صغير.
قرية (العلاقي): تقع شرق النيل على مصب وادي العلاقي الذي يصبُّ في النيل في صورة خور واسع، وتدخل فيه مياه النيل طول العام، وفى شمال الخور مشروع زراعي يُروى بالطلمبات، وتواجهها في الغرب قريتا الدكة وقورتة.
ويوجد بها بعض المرافق الحكومية لخدمة أهالي القرية والقرى المجاورة، مثل (محكمة ابتدائية – مكتب تلغراف – مكتب صحة لإصدار شهادات الميلاد، ومحطه لمكافحه الجراد مدعومة بالسيارات، إضافة إلى محطة لمكافحه الملاريا)، وتوجد بها طاحونة ميكانيكية لخدمة القرية والقرى المجاورة، وتوجد بها أطلال قلعة كوبان.
قرية (المحرقة): تقع نجوعها شرق النيل، ومن فوق جبلها منظر جميل: سماء زرقاء صافية أسفله أشجار السنط، وشريط من الخضرة والحشائش وعيدان الذرة، ثم النيل، ومناطق صغيرة متناثرة من الزراعات بالغرب، ومعبد صغير من العصر الروماني.
قرية (السيالة): تمتدُّ نجوعها شرق وغرب النيل بها مساحات كبيرة خضراء شجرية غرقت تحت مياه بحيرة الخزان، وبالقرية بقايا آثار من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية في البر الغربي، ومغارة مسيحية أشبه بدير للراهبات.
قرية (المضيق): قرية كبيرة يضيق عندها نهر النيل والأراضي الزراعية، بها شريط ضيق مثل معظم قرى الكنوز تمتد نجوعها شرق وغرب النيل، ويوجد بها بقايا آثار وكنيسة في جنوب القرية نجوع لعرب العليقات.
قرى عرب العليقات
قرية (السبوع): أول قرى عرب العليقات، وتمتدُّ شرق النيل وغربه، والذي يوجد به معبد بناه رمسيس الثاني.
قرية (وادي العرب): تقع شرق النيل وغربه، وأغلب نجوعها في شرق النيل، بيوتها في لون الصخر، وسقوفها مسطحة، والمنطقة الغربية كلها تكثر بها الرمال الحمراء متداخلةً مع الصخور، وهي داكنة اللون.
قرية (المالكي): تقع غرب النيل، وهي أكثر قرى عرب العليقات سكاناً، وتتميَّز بأنَّها واسعة، تحيط بها أراضٍ زراعية واسعة، وغابات كثيفة من النخيل، وبها جزيرة غنية بالخضرة.
قرية (شاترمة): تقع شرق النيل، وتظهر جبالها التي تمتدُّ بلا انقطاع، وهي ذات ضيق في سهولها.
قرية (السنقارى): تقع شرق النيل، وفى أحد نجوعها خور مائي ضيِّق يشق الحافة الجبلية، ويلتوى الخور وسط حافات صخرية عالية جرداء تنحدر بزوايا حادة إلى الماء، ثم تنفرج الصخور عن مكان متسع ملئ بالنخيل، وزراعات الأهالي، وأشجار السنط، وتمتدُّ بيوت النجع على المنحدرات الهينة.
قرى الفاديجا
قرية (كروسكو): تقع شرق النيل وغربه، ويتقوَّس فيها النهر في منظر جميل، ونجوعها قريبة من النهر، مع كثير من الأشجار والنخيل والرمال الحمراء، تغطى مساحة كبيرة صاعدة إلى كتل الجبال البعيدة. ويسكن كروسكو غرب الفاديجا، وسكانها وفدوا إليها بعد تعلية خزان أسوان، أما كروسكو شرق يسكنه عرب العليقات وعلى قمة جبلها طابية (برج)، كان يستعملها الجيش المصري في حربه ضد المهديين.
قرية (الريقة): تقع في الشاطئ الغربي للنيل الذي تتخلله تلال رملية ذات حمرة تصل إلى حافة النهر، وتمتدُّ نجوعها على مسافات متقاربة في البداية، ثم تتباعد عن بعضها حتى معبد عمداً.
قرية (أبو حنضل): تقع في الشاطئ الشرقي للنيل، ويبدأ بها شريط ضيق من الأراضي الزراعية الخصبة، ويزرع بها الحبوب، والملوخية، وبعض الخضروات، وأشجار السنط، ونخيل البلح والدوم.
قرية (الديوان): قرية منبسطة في امتداد طويل لا يفصل بين نجوعها الكثيرة فواصل طبيعية كالألسنة الجبلية التي تفصل النجوع في معظم قرى الكنوز، وعرب العليقات، وتكثر فيها المزروعات والنخيل والأشجار.
قرية (الدر): تقوم وسط ساحة جميلة وفريدة من النخيل، وتتميَّز بالبيوت البيضاء، وبارتفاع متوسط، وتحته السهل الزراعي، وأشجار النخيل والحقول، ويمتدُّ رصيف من الحجارة عبر الشاطئ كمرسى للمراكب والشحن والتصدير؛ لكونها من أهم بلاد النوبة، وهي سوق تجارى لشحن التمور إلى إسنا، ويوجد بها معبد شيده رمسيس الثاني.
قرية (توماس وعافية): تقع في الشاطئ الغربي للنيل، وهي ذات أراضٍ خصبة، وكانت بها غابة كثيفة من النخيل ذات تمر له شهرة كبيرة، إلا أنَّ معظم النخيل تعرَّض للغرق بعد التعلية الثانية لخزان أسوان وتمتد نجوعها لمساقة طويلة.
قرية (قـتة): البر الشرقي جبلي تتخلله بعض الخضرة ونجوع قليلة، والبر الغربي بها سهلي مكشوف مليء بخضرة المحاصيل وخضرة الأشجار والنجوع الكثيرة.
قرية (إبريم): البر الغربي منبسط لمسافات طويلة عامر بأنواع الزرع، وتكثر أشجار النخيل ذات التمور الممتازة، مثل التمر الإبريمى، إضافة إلى نخيل الدوم، وبيوت إبريم في الغرب تكاد تكون متلاصقة، أما البر الشرقي فتقترب فيه المرتفعات من النيل؛ تاركة مجالات متناقصة للعمران إلى أن نصل إلى قلعة، إبريم وهي على ربوة عالية صخرية كما يوجد بها معابد فرعونية صغيرة منحوتة.
وقد انتقل معظم نجوع قريتي قتة وإبريم إلى غرب النيل بعد تعرُّض أجزاء كبيرة من أراضي البر الشرقي للغرق، بعد التعلية الثانية لخزان أسوان عام 1933م.
قرية (عنيبة): مركز النوبة، وهي قرية كبيرة تقع غرب النيل، وبها شارع عريض على جانبيه بيوت من طابقين، وبها سوق تجارى حيوي، حيث يوجد مخبز، ومقهى، وأكشاك كثيرة، ومطاعم، ومحلات بقالة، وقماش، وترزيه، وتوجد بها مدرسة ثانوية، ومستشفى، ومحطة كهرباء، ومساحات زراعية كبيرة.
وفى شمال القرية نجع الكنوز الذين هاجروا إليها بعد التعلية الأولى للخزان ويوجد بها آثار قلعة مخربة ومقبرة بنوت عمدة النوبة السفلى في عهد رمسيس السادس.
قرية (مصمص): تقع غرب النيل، وتكثر بها الزراعات، وأشجار الدوم، وأشجار السنط بها متكاثفة في صورة أقرب ما تكون إلى الغابات، وأحاط بالنيل زراعات الذرة والكشرنجيج (اللوبيا)، والنخيل، والدوم.
قرية (الجنينة والشباك): تقع شرق النيل، وفيها تتباعد التلال عن النهر، ويحلُّ محلها أنواع من الخضرة، وتكثر بها زراعة الفاكهة وأشجار السنط والنخيل.
قريتا (توشكي): شرق وغرب من أكبر القرى النوبية وتتميَّز بوجود سهول وزراعات كثيرة ومشروع الري، وبيوت توشكي غالبها مبنى على نسق معماري متشابه ملتصقة بعضها بالبعض الآخر في صفوف متوازية تترك طرقاً واسعة بين الصف والآخر وتنتهي، الشوارع إلى ساحة رئيسة يقع فيها الجامع والدكاكين والمضيفة العامة، ثم الزريبة الجماعية.
وتوشكي غرب أكثر سكاناً وأوسع سهولاً، فالأرض سهلية لمسافات طويلة، وفى شمالها نجوع للكنوز وفدوا إليها بعد تعلية حزان أسوان.
قرية (أرمنا): تكثر بها الأراضي الزراعية، حيث يوجد بها مشروع زراعي، وبها محطة طلمبات رفع المياه، وأكثر نجوعها تقع بالضفة الشرقية للنيل، وفى جنوب القرية بالضفة الغربية أطلال معبد صغير.
قرية (أبو سمبل): يمتدُّ معظم نجوعها شرق النيل أكثر من 30 كيلو متراً، ونجوع فور قندي غرب النيل شمال القرية، بها أراضٍ زراعية واسعة تكثر بها الأشجار والنخيل وزراعة المحاصيل، أقيم بها رصيف لمسافة طويلة بعد تعلية خزان أسوان عام 1933م؛ لحماية الأراضي من مياه النيل، كما شيِّدت ترع وإقامة طلمبات للري، وفى جنوب القرية معبد أبو عودة، أما في الشاطئ الغربي، فيوجد معبد رمسيس أهم وأكبر المعابد في بلاد النوبة.
قرية (بلانة): تقع غرب النيل، وهي أكبر القرى النوبية من ناحية السكان، وتتَّسع فيها الأراضي الزراعية، فهي تمتاز بخصوبة أراضيها؛ لوجودها على أراضي منبسطة صالحة للزراعة والمعيشة وتشتهر بكثرة نخيلها وتعدد أصنافها.
وأقامت الدولة بقرية بلانة أكبر المشاريع الزراعية بالنوبة، وهاجر إليها أهالي عدة قرى نوبية نتيجة غرق أراضيها، وأقاموا نجوعاً بأسماء بلادهم، مثل: كروسكو، والديوان، وقته، وإبريم، وكما توافد إليها الكثير من أهل الصعيد.
قرية (قسطل): تقع شرق النيل، وهي جميلة بنيلها الممتدّ، ونخيلها المنتصب على طول شاطئ القرية. يوجد بها وبقرية بلانة آثار ومقابر حضارة المجموعة (س).
قرية (أدندان): تقع شرق النيل، وهي آخر قرى النوبة المصرية، وهي قرية كبيرة وتنتشر بها السواقي على النيل ثم غابات النخيل والأراض الزراعية الواسعة، ثم المنازل وبها نقطة الحدود المصرية كما يوجد بها بقايا كنيسة.
وصف طبوغرافية النوبة وقراها من خلال رحلات وزيارات بعض الباحثين سواء أجانب أم مصريين لبلاد النوبة قبل التهجير للتوثيق، وعلى رأسهم الجغرافي المصري دكتور محمد رياض من خلال كتابه (رحلة في زمان النوبة)؛ ولذا السرد بصيغة الحاضر، وقمت بإضافة بعض المعلومات للقرى.
حسن إبراهيم حسين داود
قرية مرواو – النوبة المصرية.
بكالوريوس المعهد العالي للدراسات التعاونية والإدارية
كبير باحثين بدرجة مدير عام بمديرية تموين السويس، وحالياً بالمعاش.
عضو باللجنة الثقافية الاجتماعية بنادي النوبة الرياضي بالسويس، ثم رئيس للجنة في عام 1989م.
مهتم بنشر التاريخ والتراث النوبيين، وتوثيقهما على صفحات الفيس البوك (معارف نوبية – ذاكرة النوبة – النوبية الوثائقية).